ان التعميم والعموميات التي يستخدمها المثقف العربي من مختلف الاوساط والمستويات تساهم بشكل فظيع في نشر الجهل والتخلف والسطحية وعدم الوضوح ..
وتؤدي الى اعتقاد البعض بانهم باتوا على درجة من الوعي والمعرفة .. وتدفع بعضهم للشعور بانهم اصبحوا سادة وقادة ومفكرين ومحللين ..
التعميم يا اصدقائي يعني اخفاء التفاصيل .. يعني اجتزاءالحقيقة .. يعني تغييب الحقيقة .. يعني الجهل بتفاصيل الموضوع .. يعني من يستخدم التعميم والعموميات في حديثه فهو جاهل اساسا بالتفاصيل ولا يعرف غير العموميات فيظن نفسه اصبح عالما
حاربوا التعميم .. تحاربوا الجهل
لانها تغيبكم عن الحقيقة
عندما يقوم الانسان بالتعميم، فإنه يقوم بجمع خصائص متشابهة من عدة اشيا منفصلة. ويقوم بتبسيطها بدمجها ببعض لاعطا صورة شاملة لكنها غير دقيقة ولا تفصيلية وتخفي تناقضات وتمايزات وتفاصيل لا حصر لها بين من تم جمعهم في التعميم .
مثال على ذلك استخدام كلمة (حيوان)
فالحيوان هو تعميم يشمل الطيور والاسماك والزواحف والحيوانات المتوحشة البرية والحيوانات الاليفة والانسان .
مثال اخر
يقال الغرب الاستعماري ..
في الواقع انه ليس كل دول الغرب مارست وقامت باستعمار الدول .. بل ان الاستعمار لم يقتصر على الغرب فقط .. بل شمل الشرق والشمال والجنوب ..
وهكذا هو التعميم ,, انه تضليل وايهام واوهام وتوهيم وكل ذلك يؤدي الى الجهل والتخلف
لانها تعمي عيونكم تجعلكم عميانا
ان الاستشهاد بايات القران الكريم في الحوارات بين الناس هو اكثر انواع التعميم شيوعا في اوساط العامة والدهماء
فايات القران الكريم هي كلام عمومي وليس تفصيلي ولا جزئي ولا مخصص .. فكلمة المؤمنون لها 30 معنى والمسلمون كذلك والقوم مثلهما والحنة على نفس المنوال والعذاب والصلاة والخوف والجهاد .. وكل كلمة في القران الكريم لها معناها في الموقع الذي جاءت فيه في الاية ومرتبط معناها بسبب نزول الاية ..
ولهذا هناك 150 مفسر لايات القران الكريم صنعوا 150 قرانا جديدا وكل طائفة وفرقة وجماعة لها تفسيرها لايات القران الكريم
ولهذا فان الاستشهاد بايات القران الكريم هو تعميم .. وفيه اساءة للقران ذاته وتجهيل وتضييع وتضليل للمجتمع
لانها تحطم مستقبلكم
ان الدعوة الى تحقيق مطلب غير واقعي هو نوع من التعميم .. فكونه غير واقعي ولانه غير واقعي لا يملك دعاة المطالب غير الوقعية اي قدرة على عرض التفاصيل وجزئيات الهدف وكيفية تحقيقة واسس تحقيقه ..
ولذا لا يعدو مطلبهم من ان يكون شعارا عاما فضفاضا عموميا معمعم مبهم مضلل يخاطب العواطف ولا يخاطب العقل ..
وما اكثر مستخدمي هذا النوع من التعميم في بلادنا .. بل يمكن القول ان الاغلبية الساحقة ممن يكتب 3 احرف يستخدم هذا الاسلوب التعميمي العام التعويمي
وهذا احد اسباب انتشار التخلف وضحالة الوعي السياسي والاقتصادي في بلادنا
احذروا التعميم
هنك مفردات عربية كثيرة الاستخدام جدا خصوصا في اوساط المهتمين بالشأن السياسي والادبي ..
مثل كلمة ثقافة .. و كلمة وعي .. او كلمة تخلف .. او كلمة جهل ..
ان ستخدم هذه لكلمات وامثالها دون ان يتبعها او يسبقها تعريف اي تحديد الموصوف بها .. يعتبر نوعا من التضليل وتشويه افكار الناس وخلق تصورات وهمية غير حقيقية ..
وغالبا ما يبرر مستخدمي هذه الكلمات بانها تتحدث عن العام .. اي ثقافة عامة ووعي عام او تخلف عام وجهل عام ..
والواقع لا يوجد ثقافة عامة ذات قيمة فمن لديه رؤيا في عدد من القضايا (من كل فطر اغنية) لا يسمى مثقفا عاما لانه في هذه الحالة كل البشر مثقفين .. لان كل نسان ولديه معلومات عامة حول قضاياه المعيشية .. واذ كان لمقصود هو عموم المجتمع .. قيجب ان يقال ” ثقافة عامة المجتمع” اي كلمة عامة تخص المجتمع ولا تخص الثقافة
وذا طبقت لمعايير جيدا في لتوصيف لدقيق للمراد توضيحه فلسوف تجدوا ن عدد المثقفين محدود جدا جدا .. وان الغلبية لساحقة ممن بهرجهم الاعلام ووصفوا بلطلائع والرواد هم في الحقيقة ليسوا مثقفين ونقطة .. لذا وجب تحديد .. مثقف بماذا .. ؟؟
اذا اهتم مثقفوا العموميات بهذه القضية يمكنهم ان يتوصلوا الى سبب ندرة المثقفين في بلادنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق